• اخر المواضيع

    الثلاثاء، 21 فبراير 2017

    الحمام المغربي


    تدخل عادة الحمام ضمن تقاليد الحضارة العربية الإسلامية، ويظهر هذا من وفرة الحمامات في بعض المدن الإسلامية التقليدية كبغداد، دمشق،اسطنبول
    ...
    الحمام المغربي يشتهر بصناعته للجمال ومحافظته عليه وهنا سأضع بعض المعلومات و أسرار هذا الحمام الذي يعرف بقيمته وأهميته
    .

    ظهرت الحمامات بالمغرب ابان العهد الروماني و ازدهرت ابان العهد الاسلامي، وهي موروث ثقافي مغربي بامتياز، فالحمام المغربي أو الذهاب الى الحمام المغربي الشعبي الذي لا يخلو شارع أو حارة بالمغرب سواء حي شعبي أو حي راقي منه, فهو من الطقوس الاسبوعية التي لا يمكن الاستغناء عنه من طرف كل المغاربة من كل الطبقات و الخلفيات بلا استثناء لما له من ارتباط بالتقاليد و العادات الموروثة.
    فبعض المدن العتيقة كفاس يرتاد حماماتها ما يناهز 6000 مستحم في اليوم. وللحمام بالمغرب خصوصيات مختلفة عن نظيره في تركيا أو دمشق أو القاهرة أو تونس من حيث المعمار والوظيفة والممارسة. وقد تعرض الحمام المغربي كنظيره المشرقي لتقلبات العصر واحتكاك الحضارات المختلفة والتطور التكنولوجي حتى أصبح على الصورة التي نجده عليها اليوم، دون أن يفقد أصالته و جوهره، المستحضرات التجميلية والمنتجات المغربية الطبيعية و الفعالة.

    يعد الحمام المغربي من المرافق العمومية التي تلعب دوراً اجتماعياً،فلم يكن الحمام المغربي مشروع ربحي لصاحبه بالمقام الاول ولكن كان يقوم بدور اجتماعي.
    والحمام العمومي يعتبر أحد الفضاءات الضرورية التي تؤثث كل حومة(حي، حارة) كالمسجد والمسيد(كتاب لتعليم القرآن للاطفال) وغيرهما، فهذا الفضاء يلعب دوراً صحياً بالدرجة الأولى يؤمه الناس من المسلمين و اليهود. وغالباً ما يستقبل نفس الحمام النساء والرجال حيث تخصص لكل طرف أوقات محددة: حصتان للرجال (في الصباح الباكر وبعد الغروب) وحصة للنساء (طيلة النهار).
    وحينما توسعت المدن و الاحياء أنشئت حمامات خاصة بالرجال وأخرى خاصة بالنساء طيلة اليوم.
    ويستفيد الناس من خدمات الحمام العمومي مقابل تعريفة معينة وموحدة، وهناك خدمات إضافية داخل الحمام يقوم بها أشخاص يسمون بالكسالة أو الطيابة، مقابل إكراميات الزبناء مثل توفير أواني الماء،و بيع بعض المستحضرات الطبيعية و الزيوت و الوصفات الطبيعية للتجميل أو عملية المساجات و التدليك.

    وللحمام العمومي وظيفة خصوصية إلى جانب وظيفته الرئيسية حيث يمكن ايجارها باليوم اكثر بكاملها و بعمالها خاصة ببعض المدن التقليدية ، لإحياء مناسبة من المناسبات كالزفاف والنفاس... وهذا ما تقوم به أيضاً بعض الأسر المحافظة التي لا ترغب في الاختلاط. ويستفيد من فرصة الاستحمام هذه كل عناصر الأسرة من الرجال والنساء.
    ارتباط المرأة المغربية بالحمام المغربي : (طقوس وعادات)
    ارتبط فضاء الحمام عند المرأة المغربية بطقوس وعادات تتنوع وتختلف في أشكالها ودلالاتها باختلاف وظيفة الحمام، والغاية من الاستحمام بين الغسل والاغتسال والفرجة والتباهي. ونقف عند بعض هذه العادات المترسخة في المجتمع المغربي.
    تقام هذه الطقوس والعادات، على امتداد السنة، مشروعيتها واختلافها ومصداقيتها من اختلاف وتنوع المناسبات الدينية والثقافية والاجتماعية، حتى أضحت تقريباً كل مناسبة متميزة بطقوس وعادات تناسبها وتنسجم معها.
    يشكل الحمام للمغربيات فرصة ثمينة لممارسة حريتها أولاً، ولقاء صديقاتها ثانياً خصوصاً في بعض الأوساط التي يقتصر فيها خروج النساء على الذهاب إلى الحمام العمومي لتبادل أطراف الحديث و السوالف و طبعا شوي نميمة و التعليقات الساخرة و معرفة مستجدات الأسبوع. وداخل هذا الفضاء يتم أيضاً الفصل في عدة أمور أساسية كاختيار الزوجة أو الخطيبة أو غير ذلك. ومن جهة أخرى، فإن "لعادة الحمام" هاته حضور في سلوكات المغاربة اليومية، إذ يعتبر الحمام من مظاهر إكرام الضيف. بل إن دعوة الزوار والأقارب إلى الحمام، وما يصاحب ذلك من تزيين بالحناء وتعطير بالورد والقرنفل، أصبح أمراً ضرورياً لتحقيق بعض القيم الحميدة التي تدل على الكرم والاحتفاء والاهتمام. فحين تذهب سيدة "بضيفتها" أو "زائرتها" إلى الحمام، فهذا يعني الكثير، الكثير أخلاقياً عند الزائرة مما يزيد في تمتين العلاقات الأسرية والاجتماعية بين النساء. وهو ما يقوي في نفس الآن الروابط بين عناصر هذا الكائن الإنساني المتميز، المرأة.

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق